أحبّكُ عيني تقولُ أحبّك
ورنّةُ صوتي تقولْ
وصمتي الطويلْ
وكلُّ الرفاقِ الذين رأوني قالوا: أحب
وأنتِ إلى الآنَ لا تعلمين
أحبّك حين أزفُّ ابتسامي
كعابرِ دربٍ يمرُّ لأولِ مرة
وحين أسلّم ثم أمر سريعًا
لأدخلَ حجرةْ
وحينَ تقولينَ لي: اروِ شعرًا
فأرويه لا أتلفتُ خوفَ لقاءِ العيونْ
لأنَّ لقاءَ العيونِ على الشعرِ يفتح بابًا
لطيرٍ سجينْ
أخافُ عليهِ إذا صارَ حرًّا
أخافُ عليهِ إذا حطَّ فوقَ يديكِ
فأقصيتهِ عنهما!
ولكنني في المساءِ أبوحْ
أسيرُ على ردهاتِ السكينة
وأفتحُ أبوابَ صدري
وأطلقُ طيري
أناجي ضياءَ المدينةْ
إذا ما تَراقَصَ تحتَ الجسورْ
أقولُ له يا ضياءُ
اروِ قلبي فإني أحب
أقولُ له يا أنيسَ المراكبِ والراحلينَ أَجِبْ
لماذا يسيرُ المحبُّ وحيدًا
لماذا تظلُّ ذراعيَ تضربُ في الشجراتِ
بغيرِ ذراعْ
ويبهرني الضوءُ والظلُّ حتى
أحسَّ كأنيَ بعضُ ظلالٍ
وبعضُ ضياءْ
أحسُّ كأنَّ المدينةَ تدخلُ قلبي
كأنَّ كلامًا يُقال
وناسًا يسيرونَ جنبي
فأحكي لهم عن حبيبي
حبيبي من الريفِ جاءْ
كما جئتُ يومًا حبيبيَ جاءْ
وألقتْ بنا الريحُ في الشطِّ جوعى عرايا
فأطعمتُه قطعةً من فؤادي
ومشّطتُ شعرَهْ
جعلتُ عيوني مرايا
وألبستُهُ حلمًا ذهبيًّا وقلنا نسيرْ
فخيرُ الحياةِ كثيرْ
ويأخذُ دربًا وآخذُ دربًا
ولكننا في المسا نتلاقى
فأرنو لوجهِ حبيبي
ولا أتكلمْ
حبيبي من الريفِ جاءْ
وأحكي لهم عنكِ حتى
ينامَ على الغربِ وجهُ القمرْ
وتستوطنُ الريحُ قلبَ الشجرْ
وحينَ أعودُ أقولُ لنفسي
غدًا سأقولُ لها كلَّ شيء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق